السبت، 11 يونيو 2011
د حاتم البيطار نضاااااااااااااااااال
ناضل يناضل نضالا
هذا هو نضال
صوت حنين ياتي من الباب المجاور اصحي يا ولدي البركة في الصبحية
يصحو نضال وهو مكفهر وهو شاب في مطلع الثلاثين
ذقنه طويلة وشعره اشعث بعينين يملائهم الحمرة من تعب وسهر واضح
يشعل سيجارته الصباحية ويتطلع من النافذة
يعتاد ان يتناول نسكافيه الصباح في بلكونة غرفته
يتطلع الي المارة بالشارع
لا يجد ما يثيره لكي يتابعه
تنادي الام ثانيه
ويرد نضال حاضر باجي يا حاجة ايش بتريدي
تقول الوالدة يا ولدي عايزك طيب
الفطور بالسفرة الحق والدك واخوتك البنات
يخرج بعد ما بياخد شاور سريع
يسحب يد والده ويبوسها صباح الخير يا والدي
يتناول فنجان الشاي باللبن وقطعة من البيض المسلوق
يسرح في شئ حتى انه لا يسمع صوت مزاح اخوته البنات
شروق وفاطمة او بطوطة كما يدلعها
يتاطير دخان الشاي ويتاطير معه افكاره وهو يتابع حياته وكانه شريط سينمائي
ويتذكر كيف جاءو مصر خفية ومهجرين من رفح بعد الاجتياح الاسرائيلي
يتذكر كيف كان عنده حياة وحبيبة ببلده
يقاطعه والده ما اخبار دراساتك العليا بالكلية ياولدي
يتمتم نضال نعم يا ولدي
يقول والده ايش بيك ياولدي
لقد مر وقت على هجرتنا وبعتقد انك ليك اصحاب بمصر
ونحن نعامل كا اهل البلد ما ينقصنا
وانت الان قربت على انهاء دراساتك العليا وهتلاقي اكيد شغل
بمصر او غيرها
يسود السفرة سكوت عام
يقوم نضال وسط نظرات العائلة يتذكر
حبيبته امل وهي كانت كالملاك يحبها بجنون منذ ايام الكلية
يعلم من صديق له بغزة انها زفت لاقرب اصدقائه جهاد
تنزل دمعة من عينه وكانها نار تحرق اخاديد وجهه
ينظر بالمرأة اليوم قد فقدت حبيبتي ومن قريب منزلي وعملي
وحياتي وكل مدخراتهم بالبنوك مجمدة
واعيش مهجر ولا اعلم متى الرجوع
ينزل من المنزل ويذهب الكلية
يمر اليوم كالمعتاد من محاضرات وسكاشن
وهو يفتقد روح الدعابة المشهور بيها بين اصدقاءه المصريين
لقد حابه الله حب جميع الشباب زملاءه وذلك لانه بشوش
ويحب الناس وينسى معهم همومه وكثير ما كان
يشعر انه ببلده ومش محتاج الرجوع ولما الرجوع
يشعل سيجارة امام المدرج وهو عابس
يمر عليه صديقه حسام ويحادثه بمداعبه
ايه ياعم نضال ايش لونك يا عم مربي ذقنك ليه
وحارق نفسك بسجاير من الصبح وشايف عينك محمرة مالك فيه
حاجة هو حد فرقعك النهاردة من اللي مايتسمو
يبتسم ابتسامة خفيفة
اه يا سيدي اتفرقعت بس مش هنا ده حب قديم
اتجوزت امبارح وتخيل باقرب اصدقائي كمان
بجد يا نضال انا اسف بهزر
وانت موجوع كده
والله حسيتك متغير وانت عارف اخوك حسام مدب في الحاجات ديه
طب ما تيجي نتمشى وتحكيلي
انت عندك حاجة يا حسام دلوقتي
لا ياعم ولو عندي عادي
هو ده العشم يا حسومى
حسام:هو انت كنت لسه بتحبها لغاية دلوقتي
نضال: ما نسيتها ولا ثانية ولولا الانجاس الاسرائيلين كان زمانها
زوجتي انا والله ما سيبتها واتخليت عنها ابدا
حسام: بص يا نضال احنا اخوات ولو تسمع نصحيتي هتكسب
هي دلوقتي ست متجوزة وللصديقك المقرب
بلاش تعمل عمل تندم عليه وبعدين دخولك بلدك صعب بعد غلق معبر رفح وانت عارف ده
نضال :عارف بس اللي قاهرني انهم حتى معرفونيش
بص يا نضال هم عارفين حساسية الموقف ومحبوش يضيقوك اكتر من تهجيركم
وفقدكم منزلكم
نضال :عمري ما هسامحها
انا كنت كزوجها ووعدتني انها ليا طول العمر
ماقدرش اوصفلك كيف كانت العلاقة بنتنا
لولا اني صديق شهم ما بدي افضحها امام اقرب صديق ليا
تعرف انها كانت بتتناول حبوب منع الحمل
عشان ما تحبل احنا امام الله ازواج كيف تعمل كده بيا
كيف هونت عليها للدرجة ديه
حسام : يا عم انسي بقى وعشان تنسي لازم تذاكر كويس الامتحانات
خلاص قربت وانت محتاج الشهادة ديه عشان تعرف تمارس
طب الاسنان هنا او برا
في اي بلد عربي او اروبي
وهتبقى احسن منهم وتتجوز احسن منها
وترجع بلدك وتبني قصر ويرجعلك حقك
نضال: لا كله اللي بتقوله ده يا حسام انتهي يوم تهجيرنا من الضفة
تعرف القصف كان نصف الليل
تخيل انك بتلهث عشان تخرج حي انت واهلك
حسام: ممكن يا نضال تحكيلي عن حياتكم قبل وبعد ما حدث
نضال: عينه اغرورقت بالدموع مرة تانية
يااه مهما حكيت عمرك ما تتخيل ان ارضك وبلدك غاليين ازاي
كتير اسمع مصريين عايزين يهاجرو ومنهم انت يا حسام
وكلمتني عن الهجرة لكندا
بجد هتحس بحبك لبلدك حتى ولو مكنتش غني فيها
يكفيك تنزل تتمشي في العصرية على النيل
احمد ربك يا حسام انت مشفتش كيف بيعاملنا الخنازير دولي
عمري ماحسيت هيك باهالمعاملة الا لما تركت الضفة انهم كلاب اوغاد
معلش انا اسف بفكرك
يقاطعه حسام لا سبني اكمل
مرة كنا على نقطة تفتيش او معبر من معابرهم
وكانت هناك شابات في عمر الزهور وواحد من العساكر اتحرش بيهم
وحاول معهم ويترازل عليهم
واتخانقت معه وكان مصيري معتقل بالنقب وده لمده 6 شهور بلا
حدى يعرف مكاني لحد ما تركوني مغمي العينين وفي قطعة فضاء
خلال هالفترة سلبوني انسانيتي وشرفي
للدرجة اني كنت اقوم من النوم على ماء يلقى عليا في يناير
وانام بدون غطى ونوعية طعام واحدة هو الخبز اليابس
حتى الماء بحساب
غير التعذيب بطرق رهيبة
يستطرد في الحكي ويعري قميصه لاري امكان التعذيب البشع
كل اجزاء جسمه
بها طفي سجارة او كرباج
لقد تعمدو ان يضيعو عليا امتحانات البكالوريا تأديبا ليا
عشان بحارب عن شرف هولاء الشابات
يوم رجعت منزلي ازهلني هول ما وجدت
صورتي ومكتوب الشهيد نضال
حسام : يحشرج وينزل الدموع بعد ما كان يعتقد ان كتير من عرب 48 وغيرهم خونة
وطبعوا وعاشو ونالو مرتبتهم من اسرائيل
نضال شايف في عينك دموع ليه تفتكر اني ندمت على ما فعلت
والله ده حفظ اخواتي البنات من 3 محاولات اغتصاب
وكأن عمل الانسان والخير لايضيع
يحضن حسام نضال بحرارة
المهم يا نضال ان عازمك على الغدا واكل مصري 100% وكمان تبولة ومقلوبة
وكل اللي تحبه
يرجع نضال وهو مشوش الزهن بعد مايري بالاخبار
مهزلة حماس وفتح والوقيعة بينهم
يحزن على شعبه كيف بيتلقى معونات وهم من اذكى الشعوب الدنيا الناجحين في اوربا
والخليج وامريكا
قرر نضال شئ واخفاه عن الجميع لانه بيعرف سوف يسبب الم للجميع
تدخل عليه اخته بطوطة وتحضنه عرفت اللي حصل
ولا يهمك انت زعلان
نضال عشان امل ولا يهمني
طب تعالي عشان العشاء وتاخد كاسة شاي مع بابا
بيلم اخواته ووالدته وكانه بيودعهم ويبوس ايد امه وابوه
يتصل بحسام الساعة الواحدة صباحا
يرد حسام خير يا نضال
حسام عايز اشوفك ضروري
طب فين وامتى في الكلية بكرة
نضال
لا دلوقتي حالا مستنيك بميدان التحرير
ياتي حسام من بعيد يجد نضال ومعاه شنطة ظهر ولابس تقيل
خير هو انت مسافر
حسام جيت اودعك لاني مسافر لمكان بعيد ويمكن منتقبلش تاني
اياك تبلغهم بالبيت ده امانة عليك وامانة تانية
لما تفتكرني اقرالي الفاتحة
حسا م بيعيط خير في ايه اوعى يكون اللي في دماغي
نضال لازم اعمل كده خلاص معنديش ما ابكي عليه
حسام لا عندك عيلتك ابوك وامك واخواتك وانا وكليتك
مستقبلك ارضك شرفك شبابك
نضال بلاش الاسلوب ده انا مش هتراجع اتمنلي الخير
وافتكرني بالرحمة ولو قدرت تدعيلي في الحرم
هو مش انت عملت عمرة قبل كده
وكنت بتقول انك لما تتجوز هتروح تاني اسبوع العمرة افتكرني هناك
حسام ينهار ويعيط ويحضن نضال والغاليين بلاش
والنبي غير رايك
نضال خلاص انا رتبت وارجوك الشريط ده تسلمه لاهلي بعد ما تسمع
خبر الشهادة و هتعرف برسالة بريد اللكتروني وكمان في لنك للشريط ده
ببريد بعتهولك
امبارح وده لو تبقى تنشره لاني بوعي الشباب المسلم
بجد يا حسام انت ونعم الصديق وكنت اخ بجد
بس هطلب منك طلب هتشوفه سخيف و غريب
بس بترجاك تعمله وتوعدني تنفذه
اتقدم لاختي شروق
هي صارحتني انها بتحبك وانا بعتبرك اخويا
وبمعزة اختي وغلاوتك من غلاوتها
اتجوزها وهكون متطمن على عائلتي واختي معاك
يترك حسام ويتجه للسيارة سوداء
بها ناس غريبة ببدل سوداء ونظارات سوداء
نضال ها جهزتم كل شئ
طبعا والتفاصيل هتعرفها بالموقع هناك
نضال يصحو من نومه لليجد نفسه في مكان حطام منزله
نضال ممكن اطلب منكم ان ازور صديق قديم ليا هنا بالضفة انت عارف يا نضال ان ده خطر
يزور نضال صديقه جهاد وامل وينظر بعيونها
تعرف لاول وهلة انه قرر الاستشهاد و لولا انها اصبحت زوجة
لارتمت في حضنه
يهمس باذنها لقد سمحتك انتي وجهاد على فعلتكم
لاني احببتك
تشعر امل بالحزن انت بتعمل ده عشان اتجوزت انا فعلت ذلك من ضغط اهلي عليا
وانت كنت بمصر وتركتني وتعلم اني
تعذبت من بعدك
وقد ارتضي جهاد بالزواج على علمه بارتباطنا
سامحني وبلاش اهرب من الناس دول
انت لسه صغير وادامك الحياة
ينزل نضال قبل ان يرىجهاد مرة اخرى بعد استئذانه
المفتعل للتركهم لانه شعر بانه سيشتهد
من ملامحه
هو يعلم انها كانت امنية للنضال
يودع حبيبته الان اموت وانا مستريح
يقضي نضال 3 ايام بالقرب من مكان تنفيذ العملية الاستشهادية وبفضل اتقانه للعبرية
لم يشك احد في وجوده
يفكر نضال متى الموعد
كل ما يدخل ينام ينتظر ان يقوم بالعملية في اي وقت
وده سبب نوع من التوتر ولكن الان هو يشعر بصفاء ذهني للشخص بلا مستقبل ولكن
بشرف سوف يفجر نفسه بمصنع اسلحة وبترو كيماويات بحيفا
بعد زرع الديناميت وهو قد درب على ذلك لمدة بسيطة وذلك لان معه صديق خبير بالتفجير سيساعده
المهم خبط كالمتفق عليه على الباب
نضال افتح الباب
لقد انكشفت العملية والانجاس قد يطبون في اي وقت
هنهرب
دلوقتي
ينتقلو لمكان تاني وقررو انهم لن ينفذو العملية في الوقت ده خالص
يرفض نضال وياخذ الديناميت ويهرول
للمكان التفجير ويقوم بتفجيره وبدون ان يكون بعيد عن مكان التفجير كما اتفقو
لقد انفجر جسمه الطاهر بعد ما ظهر في عقله شئ واحد فقط وطنه
تطايرت اثار الحزام الناسف وانفجر المكان وتحول
الي كتلة نار وهنئ اصدقاءه بعضهم
لقد كان اشجع من نفذو مثل هذة العملية
لقد راقبته طوال 3 ايام لم يهتز لحظة وكانه يقابل الموت وكانه يقابل حبيبته
لم اري نظرة تحدي وفرح مثل ما رايت وابتسامته وهو يفجر الحزام الناسف بعد انفجار الموقع كله
هذا هو نضال
يسمع حسام خبر الاستشهاد وانفجار بحيفا بقناة الجزيرة
يتألم يتحرق شوقا لصديقه الذي لم بعرفه من مده طويلة لكنه اثر به جدا وبطريقة تفكيره
يتردد تسليم الشريط للاهله
طب
استني الايميل يجد
رسالة تفيد الغاء العملية لانهم انكشفو
طب ازاي اسمع الخبر ده نفس التوقيت اللي قال عليه نضال
بنتظر يوم كمان لليجد الخبر ويصارح والدته بالقصة
التي تبكي وتقف لجانيه يجب ان تنفذ وصية صديقك الشهيد
وفعلا يلبس احسن بدلة وياخد والده ووالدته
بعد تحديد ميعاد مقابلة مع ابو نضال
يطلب حسام اخت نضال ويوافقو اهل نضال واثناء المباركة
تقول مش نستني نضال لم يرجع هو ساب جواب بيقول انه في
رحلة علمية
في اللحظة ديه يخرج الشريط ويتركه
تساله ام نضال فيه ايه
يرد لم تشوفيه
وهو ينزل من البيت يسمع صراخ ام نضال وابيه
بعد فرحتهم
يطلع يواسيهم ليجد والدته
تزغرد بعد الصراخ ده
لانها عرفت انه مات شهيد
بل وتحدد ميعاد فرح العروسين كما حدده نضال
وبعد اسبوع من الزواج
يقوم حسام بعمل العمرة
ومعه اخت نضال ويدعو له برحمته وقد قام حسام واخته بعمل عمرة له ايضا
يبتسم حسام وهو بلبس الاحرام تساله شروق خير
يا حسام
يقولها لقد حدث ما توقعه وخططه اخيكي بالحرف
وهو الرابح الاوحد فينا
وقد فزت بيكي يا قرة عيني
الكاتب د حاتم البيطار
بعض الالفاظ كتبتها بلهجة الشامية اعذروني اجتهادا مني لو صح كويس لو غلط انا اسف فعلا
ولما تقرئوها انطقهوا بالشامي هتحسو بمعناها
لو تشابهت احداث القصة او شخصياتها مع حد من القراء فهو مقصود فعلا
لانها بتحدث في خيالي
ولو حدثت بارض الواقع اعلمو ان ساعة النصر قريبة جدا
ناضل يناضل نضالا
هذا هو نضال
صوت حنين ياتي من الباب المجاور اصحي يا ولدي البركة في الصبحية
يصحو نضال وهو مكفهر وهو شاب في مطلع الثلاثين
ذقنه طويلة وشعره اشعث بعينين يملائهم الحمرة من تعب وسهر واضح
يشعل سيجارته الصباحية ويتطلع من النافذة
يعتاد ان يتناول نسكافيه الصباح في بلكونة غرفته
يتطلع الي المارة بالشارع
لا يجد ما يثيره لكي يتابعه
تنادي الام ثانيه
ويرد نضال حاضر باجي يا حاجة ايش بتريدي
تقول الوالدة يا ولدي عايزك طيب
الفطور بالسفرة الحق والدك واخوتك البنات
يخرج بعد ما بياخد شاور سريع
يسحب يد والده ويبوسها صباح الخير يا والدي
يتناول فنجان الشاي باللبن وقطعة من البيض المسلوق
يسرح في شئ حتى انه لا يسمع صوت مزاح اخوته البنات
شروق وفاطمة او بطوطة كما يدلعها
يتاطير دخان الشاي ويتاطير معه افكاره وهو يتابع حياته وكانه شريط سينمائي
ويتذكر كيف جاءو مصر خفية ومهجرين من رفح بعد الاجتياح الاسرائيلي
يتذكر كيف كان عنده حياة وحبيبة ببلده
يقاطعه والده ما اخبار دراساتك العليا بالكلية ياولدي
يتمتم نضال نعم يا ولدي
يقول والده ايش بيك ياولدي
لقد مر وقت على هجرتنا وبعتقد انك ليك اصحاب بمصر
ونحن نعامل كا اهل البلد ما ينقصنا
وانت الان قربت على انهاء دراساتك العليا وهتلاقي اكيد شغل
بمصر او غيرها
يسود السفرة سكوت عام
يقوم نضال وسط نظرات العائلة يتذكر
حبيبته امل وهي كانت كالملاك يحبها بجنون منذ ايام الكلية
يعلم من صديق له بغزة انها زفت لاقرب اصدقائه جهاد
تنزل دمعة من عينه وكانها نار تحرق اخاديد وجهه
ينظر بالمرأة اليوم قد فقدت حبيبتي ومن قريب منزلي وعملي
وحياتي وكل مدخراتهم بالبنوك مجمدة
واعيش مهجر ولا اعلم متى الرجوع
ينزل من المنزل ويذهب الكلية
يمر اليوم كالمعتاد من محاضرات وسكاشن
وهو يفتقد روح الدعابة المشهور بيها بين اصدقاءه المصريين
لقد حابه الله حب جميع الشباب زملاءه وذلك لانه بشوش
ويحب الناس وينسى معهم همومه وكثير ما كان
يشعر انه ببلده ومش محتاج الرجوع ولما الرجوع
يشعل سيجارة امام المدرج وهو عابس
يمر عليه صديقه حسام ويحادثه بمداعبه
ايه ياعم نضال ايش لونك يا عم مربي ذقنك ليه
وحارق نفسك بسجاير من الصبح وشايف عينك محمرة مالك فيه
حاجة هو حد فرقعك النهاردة من اللي مايتسمو
يبتسم ابتسامة خفيفة
اه يا سيدي اتفرقعت بس مش هنا ده حب قديم
اتجوزت امبارح وتخيل باقرب اصدقائي كمان
بجد يا نضال انا اسف بهزر
وانت موجوع كده
والله حسيتك متغير وانت عارف اخوك حسام مدب في الحاجات ديه
طب ما تيجي نتمشى وتحكيلي
انت عندك حاجة يا حسام دلوقتي
لا ياعم ولو عندي عادي
هو ده العشم يا حسومى
حسام:هو انت كنت لسه بتحبها لغاية دلوقتي
نضال: ما نسيتها ولا ثانية ولولا الانجاس الاسرائيلين كان زمانها
زوجتي انا والله ما سيبتها واتخليت عنها ابدا
حسام: بص يا نضال احنا اخوات ولو تسمع نصحيتي هتكسب
هي دلوقتي ست متجوزة وللصديقك المقرب
بلاش تعمل عمل تندم عليه وبعدين دخولك بلدك صعب بعد غلق معبر رفح وانت عارف ده
نضال :عارف بس اللي قاهرني انهم حتى معرفونيش
بص يا نضال هم عارفين حساسية الموقف ومحبوش يضيقوك اكتر من تهجيركم
وفقدكم منزلكم
نضال :عمري ما هسامحها
انا كنت كزوجها ووعدتني انها ليا طول العمر
ماقدرش اوصفلك كيف كانت العلاقة بنتنا
لولا اني صديق شهم ما بدي افضحها امام اقرب صديق ليا
تعرف انها كانت بتتناول حبوب منع الحمل
عشان ما تحبل احنا امام الله ازواج كيف تعمل كده بيا
كيف هونت عليها للدرجة ديه
حسام : يا عم انسي بقى وعشان تنسي لازم تذاكر كويس الامتحانات
خلاص قربت وانت محتاج الشهادة ديه عشان تعرف تمارس
طب الاسنان هنا او برا
في اي بلد عربي او اروبي
وهتبقى احسن منهم وتتجوز احسن منها
وترجع بلدك وتبني قصر ويرجعلك حقك
نضال: لا كله اللي بتقوله ده يا حسام انتهي يوم تهجيرنا من الضفة
تعرف القصف كان نصف الليل
تخيل انك بتلهث عشان تخرج حي انت واهلك
حسام: ممكن يا نضال تحكيلي عن حياتكم قبل وبعد ما حدث
نضال: عينه اغرورقت بالدموع مرة تانية
يااه مهما حكيت عمرك ما تتخيل ان ارضك وبلدك غاليين ازاي
كتير اسمع مصريين عايزين يهاجرو ومنهم انت يا حسام
وكلمتني عن الهجرة لكندا
بجد هتحس بحبك لبلدك حتى ولو مكنتش غني فيها
يكفيك تنزل تتمشي في العصرية على النيل
احمد ربك يا حسام انت مشفتش كيف بيعاملنا الخنازير دولي
عمري ماحسيت هيك باهالمعاملة الا لما تركت الضفة انهم كلاب اوغاد
معلش انا اسف بفكرك
يقاطعه حسام لا سبني اكمل
مرة كنا على نقطة تفتيش او معبر من معابرهم
وكانت هناك شابات في عمر الزهور وواحد من العساكر اتحرش بيهم
وحاول معهم ويترازل عليهم
واتخانقت معه وكان مصيري معتقل بالنقب وده لمده 6 شهور بلا
حدى يعرف مكاني لحد ما تركوني مغمي العينين وفي قطعة فضاء
خلال هالفترة سلبوني انسانيتي وشرفي
للدرجة اني كنت اقوم من النوم على ماء يلقى عليا في يناير
وانام بدون غطى ونوعية طعام واحدة هو الخبز اليابس
حتى الماء بحساب
غير التعذيب بطرق رهيبة
يستطرد في الحكي ويعري قميصه لاري امكان التعذيب البشع
كل اجزاء جسمه
بها طفي سجارة او كرباج
لقد تعمدو ان يضيعو عليا امتحانات البكالوريا تأديبا ليا
عشان بحارب عن شرف هولاء الشابات
يوم رجعت منزلي ازهلني هول ما وجدت
صورتي ومكتوب الشهيد نضال
حسام : يحشرج وينزل الدموع بعد ما كان يعتقد ان كتير من عرب 48 وغيرهم خونة
وطبعوا وعاشو ونالو مرتبتهم من اسرائيل
نضال شايف في عينك دموع ليه تفتكر اني ندمت على ما فعلت
والله ده حفظ اخواتي البنات من 3 محاولات اغتصاب
وكأن عمل الانسان والخير لايضيع
يحضن حسام نضال بحرارة
المهم يا نضال ان عازمك على الغدا واكل مصري 100% وكمان تبولة ومقلوبة
وكل اللي تحبه
يرجع نضال وهو مشوش الزهن بعد مايري بالاخبار
مهزلة حماس وفتح والوقيعة بينهم
يحزن على شعبه كيف بيتلقى معونات وهم من اذكى الشعوب الدنيا الناجحين في اوربا
والخليج وامريكا
قرر نضال شئ واخفاه عن الجميع لانه بيعرف سوف يسبب الم للجميع
تدخل عليه اخته بطوطة وتحضنه عرفت اللي حصل
ولا يهمك انت زعلان
نضال عشان امل ولا يهمني
طب تعالي عشان العشاء وتاخد كاسة شاي مع بابا
بيلم اخواته ووالدته وكانه بيودعهم ويبوس ايد امه وابوه
يتصل بحسام الساعة الواحدة صباحا
يرد حسام خير يا نضال
حسام عايز اشوفك ضروري
طب فين وامتى في الكلية بكرة
نضال
لا دلوقتي حالا مستنيك بميدان التحرير
ياتي حسام من بعيد يجد نضال ومعاه شنطة ظهر ولابس تقيل
خير هو انت مسافر
حسام جيت اودعك لاني مسافر لمكان بعيد ويمكن منتقبلش تاني
اياك تبلغهم بالبيت ده امانة عليك وامانة تانية
لما تفتكرني اقرالي الفاتحة
حسا م بيعيط خير في ايه اوعى يكون اللي في دماغي
نضال لازم اعمل كده خلاص معنديش ما ابكي عليه
حسام لا عندك عيلتك ابوك وامك واخواتك وانا وكليتك
مستقبلك ارضك شرفك شبابك
نضال بلاش الاسلوب ده انا مش هتراجع اتمنلي الخير
وافتكرني بالرحمة ولو قدرت تدعيلي في الحرم
هو مش انت عملت عمرة قبل كده
وكنت بتقول انك لما تتجوز هتروح تاني اسبوع العمرة افتكرني هناك
حسام ينهار ويعيط ويحضن نضال والغاليين بلاش
والنبي غير رايك
نضال خلاص انا رتبت وارجوك الشريط ده تسلمه لاهلي بعد ما تسمع
خبر الشهادة و هتعرف برسالة بريد اللكتروني وكمان في لنك للشريط ده
ببريد بعتهولك
امبارح وده لو تبقى تنشره لاني بوعي الشباب المسلم
بجد يا حسام انت ونعم الصديق وكنت اخ بجد
بس هطلب منك طلب هتشوفه سخيف و غريب
بس بترجاك تعمله وتوعدني تنفذه
اتقدم لاختي شروق
هي صارحتني انها بتحبك وانا بعتبرك اخويا
وبمعزة اختي وغلاوتك من غلاوتها
اتجوزها وهكون متطمن على عائلتي واختي معاك
يترك حسام ويتجه للسيارة سوداء
بها ناس غريبة ببدل سوداء ونظارات سوداء
نضال ها جهزتم كل شئ
طبعا والتفاصيل هتعرفها بالموقع هناك
نضال يصحو من نومه لليجد نفسه في مكان حطام منزله
نضال ممكن اطلب منكم ان ازور صديق قديم ليا هنا بالضفة انت عارف يا نضال ان ده خطر
يزور نضال صديقه جهاد وامل وينظر بعيونها
تعرف لاول وهلة انه قرر الاستشهاد و لولا انها اصبحت زوجة
لارتمت في حضنه
يهمس باذنها لقد سمحتك انتي وجهاد على فعلتكم
لاني احببتك
تشعر امل بالحزن انت بتعمل ده عشان اتجوزت انا فعلت ذلك من ضغط اهلي عليا
وانت كنت بمصر وتركتني وتعلم اني
تعذبت من بعدك
وقد ارتضي جهاد بالزواج على علمه بارتباطنا
سامحني وبلاش اهرب من الناس دول
انت لسه صغير وادامك الحياة
ينزل نضال قبل ان يرىجهاد مرة اخرى بعد استئذانه
المفتعل للتركهم لانه شعر بانه سيشتهد
من ملامحه
هو يعلم انها كانت امنية للنضال
يودع حبيبته الان اموت وانا مستريح
يقضي نضال 3 ايام بالقرب من مكان تنفيذ العملية الاستشهادية وبفضل اتقانه للعبرية
لم يشك احد في وجوده
يفكر نضال متى الموعد
كل ما يدخل ينام ينتظر ان يقوم بالعملية في اي وقت
وده سبب نوع من التوتر ولكن الان هو يشعر بصفاء ذهني للشخص بلا مستقبل ولكن
بشرف سوف يفجر نفسه بمصنع اسلحة وبترو كيماويات بحيفا
بعد زرع الديناميت وهو قد درب على ذلك لمدة بسيطة وذلك لان معه صديق خبير بالتفجير سيساعده
المهم خبط كالمتفق عليه على الباب
نضال افتح الباب
لقد انكشفت العملية والانجاس قد يطبون في اي وقت
هنهرب
دلوقتي
ينتقلو لمكان تاني وقررو انهم لن ينفذو العملية في الوقت ده خالص
يرفض نضال وياخذ الديناميت ويهرول
للمكان التفجير ويقوم بتفجيره وبدون ان يكون بعيد عن مكان التفجير كما اتفقو
لقد انفجر جسمه الطاهر بعد ما ظهر في عقله شئ واحد فقط وطنه
تطايرت اثار الحزام الناسف وانفجر المكان وتحول
الي كتلة نار وهنئ اصدقاءه بعضهم
لقد كان اشجع من نفذو مثل هذة العملية
لقد راقبته طوال 3 ايام لم يهتز لحظة وكانه يقابل الموت وكانه يقابل حبيبته
لم اري نظرة تحدي وفرح مثل ما رايت وابتسامته وهو يفجر الحزام الناسف بعد انفجار الموقع كله
هذا هو نضال
يسمع حسام خبر الاستشهاد وانفجار بحيفا بقناة الجزيرة
يتألم يتحرق شوقا لصديقه الذي لم بعرفه من مده طويلة لكنه اثر به جدا وبطريقة تفكيره
يتردد تسليم الشريط للاهله
طب
استني الايميل يجد
رسالة تفيد الغاء العملية لانهم انكشفو
طب ازاي اسمع الخبر ده نفس التوقيت اللي قال عليه نضال
بنتظر يوم كمان لليجد الخبر ويصارح والدته بالقصة
التي تبكي وتقف لجانيه يجب ان تنفذ وصية صديقك الشهيد
وفعلا يلبس احسن بدلة وياخد والده ووالدته
بعد تحديد ميعاد مقابلة مع ابو نضال
يطلب حسام اخت نضال ويوافقو اهل نضال واثناء المباركة
تقول مش نستني نضال لم يرجع هو ساب جواب بيقول انه في
رحلة علمية
في اللحظة ديه يخرج الشريط ويتركه
تساله ام نضال فيه ايه
يرد لم تشوفيه
وهو ينزل من البيت يسمع صراخ ام نضال وابيه
بعد فرحتهم
يطلع يواسيهم ليجد والدته
تزغرد بعد الصراخ ده
لانها عرفت انه مات شهيد
بل وتحدد ميعاد فرح العروسين كما حدده نضال
وبعد اسبوع من الزواج
يقوم حسام بعمل العمرة
ومعه اخت نضال ويدعو له برحمته وقد قام حسام واخته بعمل عمرة له ايضا
يبتسم حسام وهو بلبس الاحرام تساله شروق خير
يا حسام
يقولها لقد حدث ما توقعه وخططه اخيكي بالحرف
وهو الرابح الاوحد فينا
وقد فزت بيكي يا قرة عيني
الكاتب د حاتم البيطار
بعض الالفاظ كتبتها بلهجة الشامية اعذروني اجتهادا مني لو صح كويس لو غلط انا اسف فعلا
ولما تقرئوها انطقهوا بالشامي هتحسو بمعناها
لو تشابهت احداث القصة او شخصياتها مع حد من القراء فهو مقصود فعلا
لانها بتحدث في خيالي
ولو حدثت بارض الواقع اعلمو ان ساعة النصر قريبة جدا
د حاتم البيطار 2005
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق